عشر سنوات من حكم سلمان- رؤية وإنجازات تتجاوز التحديات

المؤلف: حمود أبو طالب11.16.2025
عشر سنوات من حكم سلمان- رؤية وإنجازات تتجاوز التحديات

بكل فخر واعتزاز عميقين، وبصدق ومحبة صادقة، يحيي الشعب السعودي الأبي كل عام، بهدوء وسكينة بعيدًا عن أي ضجيج مصطنع أو مظاهر زائفة، الذكرى الغالية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم الرشيد، وبداية مرحلة جديدة ومتميزة في تاريخ الدولة السعودية العريقة، الذي يمتد لأكثر من ثلاثة قرون حافلة بالأمجاد. إنها مرحلة يصعب تعداد ملامحها المشرقة والبهية بإسهاب في عجالة من الأمر، على الرغم من أن عمرها الزمني لم يتجاوز العشر سنوات، إلا أن الإنجازات العظيمة التي تحققت خلالها تفوق ما أنجزته دول أخرى على مدى عقود طويلة وسنوات مديدة.

لقد واجهت المملكة العربية السعودية خلال هذه الحقبة الزمنية تحديات جمة وعقبات جسيمة، ولكنها لم تثنِها أو تعرقل مسيرتها المباركة، ولم تجعلها تتباطأ قيد أنملة في تنفيذ برامجها الطموحة التي تضمنتها الرؤية الوطنية الطموحة 2030، التي يقودها بحكمة واقتدار ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. لقد حولت المملكة التحديات إلى محفزات قوية لمضاعفة الجهود الدؤوبة، وخلق المزيد من الفرص الواعدة، ونشر روح المنافسة الشريفة بين جميع العاملين في مختلف القطاعات، مع تطبيق معايير دقيقة وشفافة للأداء والتقييم والمراجعة المستمرة والحوكمة الرشيدة، لا تستثني أحدًا ولا تجامل طرفًا، فالكفاءة وحدها، ومستوى الإنجاز الملموس وحده هو المعيار الذي يحدد استمرار المسؤول في منصبه أو تغييره، ولم يعد هناك مجال للإعفاء من المسؤولية دون مساءلة دقيقة ومحاسبة صارمة على أي تقصير أو إهمال، فقد ولى الزمن الذي كان فيه المنصب مجرد وجاهة اجتماعية وصلاحيات واسعة لا حسيب عليها ولا رقيب، مهما كان التقصير فاضحًا وجليًا، لقد تغير مفهوم المسؤولية بشكل جذري، وتبدلت معايير اختيار القادة والمسؤولين، ولم تعد المسألة مجرد اجتهادات شخصية، بل أصبحت عملًا مؤسسيًا منظمًا وفق خطط استراتيجية مدروسة بعناية، وأدوات تنفيذ عملية وواقعية.

إن ما تحقق حتى الآن من مستهدفات وبرامج الرؤية الطموحة يؤكد بشكل قاطع أننا نسير بخطى واثقة وثابتة على المسار الصحيح نحو تحقيق أهدافنا المنشودة، نعم، قد تكون هناك مراجعات دورية لبعض الأولويات، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، بل هو ظاهرة صحية تعكس مرونة النظام وقدرته على التكيف مع المتغيرات، لأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم، ومحكومون مثل غيرنا بالمتغيرات المفاجئة والأحداث السياسية والاقتصادية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني والإيرادات العامة، وتجبر الدول على تقديم أو تأخير بعض المشاريع الحيوية، ولكن الأمر المطمئن والمبشر بالخير هو أننا لم نعد أسرى لمصدر وحيد للدخل القومي، ولم تعد علاقاتنا الدولية مقتصرة على اتجاه واحد أو كتلة واحدة، فقد أصبحت السياسة الخارجية السعودية أكثر حيوية وفاعلية وواقعية، وأيضًا أكثر تأثيرًا في المحافل الدولية، لأنها تستخدم بذكاء وحكمة كافة أوراق القوة المتاحة لها لتحقيق مصالحها الوطنية العليا، ولم نعد مجرد دولة تتأثر بالأحداث من حولها، وإنما أصبحنا دولة مؤثرة وقادرة على صناعة القرار والمساهمة الفاعلة في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم.

إن ما شهده وعاشه أبناء المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشر الماضية من تطورات متسارعة وإنجازات عظيمة لم يكن ليخطر على بال أحد، ولكنه تجسيد للإرادة السياسية الواعية لحكم رشيد استطاع بحكمة واقتدار تحقيق ما يشبه المعجزة على أرض الواقع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة